الإلحاد في السعودية : معالجة في ضوء اجتماعيات التربية

 ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ  ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﱠ  سورة لقمان، الآيات : (١٠ – ١١).

مقدمة

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا به وتوحيدًا ،وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا.

     أما بعد:

     يخاطب الأنبياء والرسول أقوامهم المنكرين لوجود الله تعالى، والمكذبين بوحدانيته  ﭐﱡﭐ  ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧﲨ ﱠ ([1]). إن جميع ما يحيط بالإنسان في هذا الكون هو دليل حسي قوي بأن لهذا الكون خالق ، وأن وراءه مدبر ، فكيف يأتي من ينكر وجود الله تعالى ! وكيف يدعي آخر أن الكون موجود صدفة وثالث يقول أن المتحكم بالكون هي الطبيعة.

    إن كثير من دول العالم الشرقي والغربي تعاني من نزعة إلحادية عارمة ، جسدتها الشيوعية المنهارة وتجسدها اليوم العلمانية المخادعة. والإلحاد بدعة جديدة ، لم توجد في القديم إلا في النادر  في بعض الأمم والأفراد ، وكانت الكنيسة الأوربية المسؤول الأول عن ظهور الإلحاد فحماقاتها هي التي أدت إلى جعل العلم بديلاً عن الدين، وجُعل الصدام الذي وقع بين العلم المادي وأفكار الكنيسة المتحجرة مما ليس بدينٍ أصلا سبباً لحلل الناس من الدين، ثم أنتشر الإلحاد بعد ذلك في العالم الإسلامي بسبب سيطرة العلمانية على عقول الشباب و الدعوة إلى الإلحاد والردة باسم التنوير و النهضة الأدبية والفكرية.

      وتأثرت كثير من بلاد المسلمين بهذه الحركة ، وظهر لها أتباع في الدول الإسلامية يدعون إلى الإلحاد بشكل صريحة ، وقد تأثر بهذه اللوثة بعض الكُتاب والمفكرين في السعودية ، وظهر في كتاباتهم وكتبهم صندقة وردة ، وأصبح لهم تلاميذ يرددون مقولاتهم ومقالاتهم ، ومع ظهور التقنية الحديثة  ووسائل التواصل الاجتماعي شاع خبرهم ، وتلقف أخبارهم القاصي والداني ، وتأثر بفكرهم المراهقون والشبان، فأخذوا يقرأون لهم ويحضرون لقاءاتهم ، وينشرون ضلالاتهم .

      هذا البحث يعالج ظاهرة خطيرة، ومشكلة استشرت في البلاد الإسلامية وهي ظاهرة الإلحاد، ويتطرق بشكل خاص إلى حقيقة الإلحاد في السعودية وانتشار الملحدين في السعودية الذين ينكرون الدين والنبوة ، ويزدرون الذات الإلهية ، وينالون من شخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، مدعين بذلك أنها حرية التعبير ، مستخدمين العلمانية والانفتاح والرأي المخالف سبيلاً لتشويه الإسلام والنيل من مقدساته.

   كما يتناول البحث مفهوم الإلحاد ، وأسبابه ، ووسائله ، ورموزه في السعودية ، ويتطرق إلى سبل الوقاية منه ، وأدوات علاجه في ضوء اجتماعيات التربية.

مشكلة الدراسة:

    نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" عن دراسة أجراها معهد "غالوب الدولي" حول نسب الإلحاد في العالم، والتي صدرت بعنوان: "مؤشر عام حول الدين والإلحاد. " الدراسة أجريت في عام 2012 وشملت 40 دولة، وكان من مفاجآت تلك الدراسة ، ما أظهرت من نتائج في السعودية، حيث كانت نسبة الملحدين في السعودية تفوق نظيرتها في كثير من البلدان الأوربية.
المفاجأة الأكبر أيضا هي النسبة المرتفعة التي حصلت عليها السعودية بنسبة 5%، وهي بذلك تعد أول بلد في العالم الإسلامي يتجاوز فيه الإلحاد حاجز الخمسة في المائة مقابل 75% من المتدينين و19% من السعوديين يرون أنفسهم غير متدينين. ونسبة الإلحاد السعودية هذه تفوق تركيا وتونس الدولتين العلمانيتين.

    ويعزز صحة تلك الدراسة رغم تشكيك الكثير في صدقيتها ، ما يظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من شخصيات وأقلام يتبين من طرحها مدى توغل الإلحاد في تفكيرها ، وتفشي نزعة الردة عن الدين في ثنايا كتاباتها ، وتوغل الفكر الشيوعي في طرحها.

   لقد قامت السلطات السعودية بالقبض على بعض الأشخاص الذين أساءوا للذات الإلهية ، ونال بعضهم من مقام النبوة ، كما أغلقت وزارة الإعلام بعض المواقع والمنتديات التي يجتمع فيها رموز الالحاد في السعودية .

     كل ما سبق يشي بوجود مشكلة بدأت تطفوا على سطح مجتمع عُرف بالتدين والالتزام الديني والأخلاقي .

أسئلة الدراسة:

·       ما هي سبل مواجهة الإلحاد في المجتمع السعودي في ضوء اجتماعيات التربية؟

ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:

·       ما معنى الإلحاد؟

·       ما أسباب الإلحاد في السعودية؟

·       ما هي أساليب الإلحاد في السعودية؟

·       ما صور الإلحاد في السعودية ؟

·       منهم رموز الإلحاد في السعودية؟

·       ما الحلول المقترحة  للتصدي لظاهرة الإلحاد في السعودية في ضوء اجتماعيات التربية ؟

أهمية الدراسة:

   تبرز أهمية هذه الدراسة كونها تتناول قضية خطيرة تتعلق بالعقيدة ، وتنسف الدين بالكلية، قد يصبح معها المؤمن كافرا.كما أنها تبحث في ظاهرة شغلت العلماء والسياسيين والتربويين والإعلام في الفترة القليلة الماضية، وتأتي هذه الدراسة في وقت تعج فيه وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بعدد غير قليل من السعوديين الذين يدعون الإلحاد ويدعون إليه ، ولما لهذا الموضوع من أهمية ، كونه يستهدف شريحة كبيرة من المجتمع السعودي وهم الشباب .

أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي:

·       التعرف على مفهوم الإلحاد.

·       تشخيص أسباب الإلحاد في السعودية.

·       معرفة أساليب الإلحاد في السعودية.

·       توضيح صور الإلحاد في السعودية .

·       منهم رموز الإلحاد في السعودية؟

·       وضع حلول عملية وقابلة للتطبيق للتصدي لظاهرة الإلحاد في السعودية في ضوء اجتماعيات التربية

حدود الدراسة :

الحدود المكانية : المملكة العربية السعودية .

الحدود الموضوعية : تتحدث الدراسة عن موضوع الإلحاد.

الحدود الزمانية : الإلحاد من بدايات القصيمي 1931م وحتى اليوم.

منهج الدراسة:

  إن المنهج المناسب لهذه الدراسة هو المنهج الوصفي الذي يعتمد جمع المعلومات من مصادرها ومن ثم تحليلها للوصول إلى إجابات لأسئلة الدراسة.

مصطلحات الدراسة:

الإلحاد: "هو الكفر بالله والميل عن طريق أهل الإيمان ، والرشد وظهور التكذيب بالبعث والجنة والنار وتكريس الحياة كلها للدنيا فقط...ويعبر عن ذلك بالعلمانية تارة واللادينية تارة أخرى وكل ذلك يعني الإلحاد والكفر بالله"([2]).

اجتماعيات التربية : التحليل العلمي للعمليات والأنماط الاجتماعية الاخلة في النسق التربوي([3]).

الدراسات السابقة :

لم يتمكن الباحث من الحصول على دراسة علمية عن الإلحاد في السعودية على وجه الخصوص لكنه حصل على بعض الدراسات تتناول الإلحاد بشكل عام ، ومنها:

(1)            دراسة صالح"1400ه" ([4]):

منهج الدراسة : استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي.

هدف الدراسة : هدفت الدراسة إلى ما يلي:

1.   تفهيم المثقفين الذين يريدون تعييد أمتنا الإسلامية للغرب.

2.   تحذير الأجيال القادمة من خطورة الإلحاد على الإنسانية بأسرها ، وما يترتب عليها من آثار سيئة.

3.   غموض المعنى الحقيقي لهذا الاصطلاح .

نتائج الدراسة :توصل الباحث إلى نتائج منها :

1.   أن كثير من الحركات كالشيوعية والماركسية والماسونية تنكر وجود الخالق مع اختلاف في درجات الإنكار.

2.   أن الإلحاد قام كرد فعل لتغول الكنيسة الأوربية .

3.   أن كثير مما استند علية دعاة الإلحاد لم يصمد أمام الدلائل العقلية والمحسوسة.

(2) . دراسة كردي ([5]):  

منهج الدراسة : المنهج الوصفي .

هدف الدراسة : الوقوف على ما يجتاح أمة الإسلام من الثقافات والتطبيقات العملية الملحدة  والدعوات التي تهدف لاجتثاث الإيمان بالألوهية من قلوب البشرية.

نتائج الدراسة :

1.   أن خطر المذاهب الإلحادية بأصولها القديمة وتطبيقاتها المعاصرة مدلهم ، وفتنتها عظيمة . والشر الذي تجمعه وتدل عليه كثير متشعب.

2.   أن حركة الروحية الحديثة بصورة "جمعيات تحضير الأرواح " التي اجتاحت العالم الإسلامي وأثارت ضجة إعلامية كبرى في مصر وبلاد الشام في الستينات الميلادية ، وانزلق في شباكها كثير من أهل الإسلام ، ظهرت تطبيقاتها الحديثة كنوع من العلوم التي لا تعارض الدين.

3.   التثبت والتأكد من هوية كل ما يفد إلينا والبحث في جذوره وأهدافه قبل الإقبال عليه .

·       التعليق على الدراسات السابقة:

تتفق هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في كونها تبحث في الإلحاد وأسبابه وآثاره وأشكاله قديماً وحديثا . وتتفرد هذه الدراسة ببحث قضية إلحاد بعض السعوديين ، كما تختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في بحثها موضوع الإلحاد من منظور اجتماعيات التربية ، بخلاف الدراسات السابقة التي تبحث الإلحاد من جانب العقيدة.

المبحث الأول: مفهوم الإلحاد:

أولاً : الإلحاد لغةً : مأخوذة من ألحد يلحد إلحاداً ([6]). والإلحاد هو العدول عن الاستقامة والانحراف عنها([7]). يقول ابن جرير الطبري " أصل الإلحاد في كلام العرب :العدول عن القصد والإعراض عنه، ثم استعمل في كل معوج غير مستقيم"([8]).

ثانياً : الإلحاد اصطلاحاً :" الكفر بالله والميل عن طريق أهل الإيمان والرشد وظهور التكذيب بالبعث والجنة والنار وتكريس الحياة كلها للدنيا فقط... وقد أصبح الإلحاد هو الدين الرسمي المنصوص عليه في كل دساتير البلدان الأوربية والأمريكية ويعبر عن ذلك بالعلمانية تارة واللادينية تارة أخرى وكل ذلك يعني الإلحاد والكفر بالله"([9]).

     ويطلق الإلحاد أيضاً على كل من ينكر الإله أو يشكك في وجوده أو يتطاول على الذات الإلهية بقصد إنكارها أو تكذيب وجودها أو التطاول على الرسل والرسالات، من خلال كتاباتهم أو أقوالهم أو أفعالهم .

المبحث الثاني : تاريخ الإلحاد في العالم:

عل أول هذه الحركات المسجلة تاريخيا للإلحاد كانت في الهند بالتقريب 1000 قبل الميلاد (ق.م.)، حيث كانت أول علامات الشك في النص المكتوب "Rig-Veda" : "من يعلم عن يقين؟ من يعلنها هنا؟ متى ولد ومتى تكون هذا الخلق؟ الآلهة خلقت بعد ميلاد هذا الكون. إذن من يستطيع أن يعلم من أين نشأ الكون؟ لا أحد يعلم كيف تكون الخلق ولا هل هو(الإله الأعظم) من صنع العالم أم لا . هو من يفحص الكون من السموات العليا، هو من يعلم، أو ربما هو لا يعلم." ومن هذه الخطوات الأولى في الشك بدأ الإلحاد في الظهور. 

وبعد ما يقرب من 500 عام أخري ( 500 ق.م.) ظهرت البوذية، والتي استوحت أفكارها من الـــ Rig-Veda" حيث حاول بوذا (563-483 ق.م.) أن ينقل الفكر من التركيز على الآلهة، والتي كان عددها قد جاوز الآلاف في الهندوسية، إلى التركيز على المعاناة الإنسانية والخلاص منها، فأرجع السبب إلى المعاناة إلى تعلق البشر ورغباتهم، وهي التي تخلق الألم عند عدم تحقق الرغبات، وللتخلص من المعاناة والألم، ينبغي التخلص من الرغبة، والهروب من عجلة القدر الثمانية، وبالتالي الوصول إلى النرفانا، أو اللاتعلق، أو اللارغبة. وفيها يتوحد الإنسان بالكون ويذوب فيه. ولا يخفى أن ذكر الآلهة لم يدخل ضمن البوذية على الإطلاق، وإنما هي فلسفة بشرية بحته، وعندما سئل بوذا عن وجود الله لم يجب، فالبوذية لا تختص بالآلهة بل بالمعانة البشرية وبالتالي لا تحمل أي اجابة عن الله، وهذا ما يصنف في العصر الحديث باللامعرفة أو اللاأردية "agnosticism"، والموت في البوذية ما هو إلا عنصر في العجلة الثمانية، وكلما يترقي الإنسان في طريق النرفانا عندما يموت يولد من جديد في جسد مختلف أرقى، إلى أن يصل إلى النرفانا فيتخلص من العجلة وإعادة التجسد كلية ويبقى روحا علوية. 

وفي نفس العصر تقريبا كانت الفلسفة اليونانية تصول في القارة الأوروبية، ففي حوالي عام 420 ق.م. ظهرت النزعة المادية في اليونان، وبدأ مبدأ الذرات كعنصر أوحد وأساسي للكون في الظهور على يد ديموقريطس "Democritus"، والذي دفع بنظريته بعيدا، إلى حد أنه ألغى وجود الآلهة في عالم مادي بحت، ويقال أيضا أنه من المؤسسين لعلوم الفلسفة والرياضيات ونظرية المعرفة.
و بحلول القرن الرابع قبل الميلاد (341-270 ق.م.) ظهر في اليونان أبيقور "Epicurus" والذي يعتبر وبحق أول فيلسوف ملحد ظاهر، وهو الذي أنشأ ولأول مرة "مجادلة الشر" :
"هل الله يريد أن يمنع الشر ولكنه لا يستطيع؟ إذن فهو ليس كلي القدرة.
هل هو قادر على منع الشر ولكنه لا يريد ؟ إذن فهو خبيث وشرير النزعة. 

هل هو قادر ويريد منع الشر؟ إذن من أين أتى الشر؟ 

هل هو غير قادر ولا يريد منع الشر؟ إذن لماذا نطلق عليه إله؟" 

و هذا مما قاده بعد ذلك إلى تبني إلهين، أحدهما للخير والآخر للشر، ويقال أنه لم يؤمن في حياة بعد الموت. وربما كان هذا بداية الحركة الفكرية التي قادت ذرادشت في فارس إلى الخروج بديانة الصراع بين إلهين إله الخير "أهور-مزدا" وإله الشر "أهرمن". 

و نستطيع أن نقول أنه في أوائل ظهور المسيحية، بدأت النزعات الإلحادية والتعددية (تعدد الآلهة) إلى الاختباء لفترة من الزمن، ولعل الصراعات الدينية بين الطوائف المسيحية، ثم ظهور الإسلام كلاعب على المسرح العالمي وغزوه لمناطق الحضارات القديمة واحتلاله الكامل لفارس وشمال أفريقيا والعراق والشام وتهديده المستمر للإمبراطورية الرومانية الشرقية في القسطنطينية لم يدع أي مساحة من التطور الفكري أو الجدل . فالإلحاد بلا شك هو فكر من أفكار الأقليات، والأقليات لا تزدهر في عصور الحروب والقلاقل بل تختبئ. 

ثم ظهرت الحروب الصليبية من أوائل القرن الـ11، واستمرت حوالي القرنين من الزمان في محاولة المسيحية الغربية استرداد الأراضي المسيحية المقدسة التي أخذها الإسلام قبل ثلاثة قرون من الزمان. وهو نفس العصر الذي بدأ فيه الإلحاد أن يظهر في داخل الحضارة الإسلامية في بغداد بعيدا عن منطقة الصراع الإسلامي الصليبي على حدود الشام، وبدأت الثقافات التي غزاها الإسلام تؤثر في تطوره الفكري… 

2. العصر الإسلامي الأول 

بدأ الإلحاد في العصر الإسلامي وللغرابة منذ نشأة الإسلام، فإذا اعتبرنا أن الشك هو نوع بدائي من الإلحاد، فأول الملحدين أو الشكاكين في الإسلام هو نبي الإسلام نفسه، فقد كان محمد في بداءة الوحي يشك فيما أنزل إليه "فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" (يونس 94)، وقد إزداد العبء النفسي عليه بعد فتور الوحي عنه خاصة بعد وفاة ورقة بن نوفل القس، فكان يذهب إبى شواهق الجبال يريد أن يلقي بنفسه من فوقها "..ثم لم ‏ ‏ينشب ‏ ‏ورقة ‏ ‏أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال" (صحيح البخاري : 6467). وعلى الرغم من أن النبوءة والشك لا يجتمعان فهذا كان حال محمد نبي الإسلام، ولم ينقذه من الشك إلا البرهان الوحيد الذي ذكرته كتب السيرة والحديث، وهو برهان أفخاذ خديجة زوجته وتأكيدها أن من يأتي محمد هو ملاك لا شيطان لأنه لا يستحي من فخذيها ولكنه يستحي من وجهها، وتلك هي القصة كما كتبتها المراجع الإسلامية:
قال ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير : "أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال نعم . قالت فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ; قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها، قالت هل تراه ؟ قال نعم قالت فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ; قالت فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى، فقالت هل تراه ؟ قال نعم . قالت فتحول فاجلس في حجري، قالت فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها . قالت هل تراه ؟ قال نعم قال فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها، ثم قالت له هل تراه ؟ قال لا، قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان" ([10]).

وهكذا تحول محمد من الشك إلى اليقين، ومن بدايات الإلحاد إلى إيمان النبوة !!!!
***
و لعل من أهم الشخصيات التي أنكرت الدعوة والنبوة وإله الإسلام هو "عبد الله بن سعد أبي سرح" (توفى 659 م)، وكان من كتبة الوحي، وفيه تقول المغازي للواقدي ج2 : 855، 856 :
"وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فربما أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سميع عليم فيكتب عليم حكيم فيقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول كذلك الله ويقره . وافتتن وقال ما يدري محمد ما يقول إني لأكتب له ما شئت، هذا الذي كتبت يوحى إلي كما يوحى إلى محمد . وخرج هاربا من المدينة إلى مكة مرتدا، فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح (أي فتح مكة)" والذي أنقذه هو عثمان بن عفان، أخاه في الرضاعة. وهنا نقف مرة أخرى أمام حقائق غريبة من التاريخ الإسلامي، فكاتب الوحي هو أقرب الناس إلى فم الرسول وقلبه، والمفروض أن يبتعد عن الشك أو إنكار العقيدة، ومرة أخرى يفاجئنا الإسلام باستثناءات مريبة !! 

المبحث الثالث: سبب اختيار  الإلحاد كمشكلة مجتمعية :

1.   انتشار دراسة معهد غالوب في الإعلام والصحف والمنتديات السعودية.

2.   فتحت كثير من القنوات السعودية برامج حوارية مباشرة حول موضوع الإلحاد في السعودية .

3.   اعتقال ومحاكم بعض معتنقي الفكر الإلحادي ، كرائف بدوي وتركي الحمد وحمزة كاشغري.

4.   قيام وزارة الإعلام بإغلاق بعض المواقع والمنتديات الإلحادية. كالشبكة اللبرالية السعودية.

5.   تقليد بعض الشباب لرموز الإلحاد في العالم ،واعتبارهم المثل الأعلى ، كجيفارا.

6.   تشكيك بعض اللبراليين بأعداد الملاحدة، وتقليلهم من شأن الدراسة .

المبحث الرابع : حقيقة وجود الإلحاد في السعودية :

نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" عن دراسة أجراها معهد "غالوب الدولي" حول نسب الإلحاد في العالم، والتي صدرت بعنوان: "مؤشر عام حول الدين والإلحاد " . الدراسة أجريت في عام 2012 وشملت 40 دولة، وكان من مفاجآت تلك الدراسة ، ما أظهرت من نتائج في السعودية، حيث كانت نسبة الملحدين في السعودية تفوق نظيرتها في كثير من البلدان الأوربية.
المفاجأة الأكبر أيضا هي النسبة المرتفعة التي حصلت عليها السعودية بنسبة 6%، وهي بذلك تعد أول بلد في العالم الإسلامي يتجاوز فيه الإلحاد حاجز الخمسة في المائة مقابل 75% من المتدينين و19% من السعوديين يرون أنفسهم غير متدينين. ونسبة الإلحاد في السعودية هذه تفوق تركيا وتونس الدولتين العلمانيتين.

وقد تبهت السلطات السعودية لذلك فأصدرت قانون "النظام الجزائي لجرائم الإرهاب وتمويله" في 21يناير 2014  وأورد القانون الأفكار أو الجماعات والمنظمات التي تعتبرها إرهابية وكان نصيب الإلحاد هو: المادة الأولى:"الدعوة للفكر الإلحادي بأي صورة كانت، أو التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي التي قامت عليها هذه البلاد".

ويعزز صحة تلك الدراسة رغم تشكيك الكثير في صدقيتها ، ما يظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من شخصيات وأقلام يتبين من طرحها مدى توغل الإلحاد في تفكيرها ، وتفشي نزعة الردة عن الدين في ثنايا كتاباتها ، وتوغل الفكر الشيوعي في طرحها.

   لقد قامت السلطات السعودية بالقبض على بعض الأشخاص الذين أساءوا للذات الإلهية ، ونال بعضهم من مقام النبوة ، كما أغلقت وزارة الإعلام بعض المواقع والمنتديات التي يجتمع فيها رموز الالحاد في السعودية .

     كل ما سبق يشي بوجود مشكلة بدأت تطفو على سطح مجتمع عُرف بالتدين والالتزام الديني والأخلاقي .

المبحث الرابع : أسباب الإلحاد في السعودية:

·       الافتتان بالحضارة الغربية .

·       الجهل بالإسلام الحق وعقيدته الصافية.

·       الأمراض النفسية كالكآبة  والإحباط والاضطرابات النفسية.

·       التأثر بالمفكرين والملاحدة الغربيين كماركس وداروين ونتشيه و فرويد.

·       المبالغة في قراءة كتب الملاحدة حول العالم .

·       الأخذ بأقوال الفلاسفة، والوجوديين والعقلانيين:

·       السفر للخارج والابتعاث .

·       تصفح مواقع الإنترنت المشبوهة.

·       محاورة الملاحدة دون امتلاك قاعدة عقدية متينة.

·       ظهور العلمانية واللبرالية .

·       الغزو الفكري والانفتاح الإعلامي.

·       12. أن قيم الدين المحافظة تحرمهم من العديد من الرغبات والنزوات التي يريدون ممارستها، فيكفرون بتلك القيم ليبيحوا لأنفسهم تلك النزوات.

·       13. الحيرة والشك بسبب إغلاق منافذ الفكر وتطبيق الدين بطريقة متشددة.

·       14. قمع الحريات دفع هؤلاْء للتجمع في جلسات مغلقة على الانترنت.

·       15. الباحث عبدالعزيز الخضر: الخطاب الديني لم يواكب التجديد الذي نعيشه وتأخره تسبب في انتشار الإلحاد.

·       الكاتب نجيب الزامل: من أسباب الإلحاد الإشباع الزائد في الأمور الروحية والدينية أكثر من اللازم.

·       استشارية في الطب النفسي: الملحدون فاشلون في التكيف مع المجتمع وضعيفو الشخصية ومقلدون للمجتمع الغربي بكل آفاته.

المبحث الخامس: وسائل الإلحاد في السعودية :

أولاً : المقاهي الثقافية :

 ومن هذه المقاهي ،مقهى جسور في مدينة جدة: حيث يلتقي كبار الملحدين بالشباب لنشر فكرهم الضال ، وقد ألقت السلطات السعودية القبض على بعض مرتادي هذا المقهى وأمرت بإغلاقه .

ثانياً : التأثر بكتب الملاحدة:

 حيث أصبح الحصول عليها وتبادلها مع الآخرين أمر سهل جداً من خلال الكتب الالكترونية التي لا تخضع للرقابة ، أو تلك الكتب التي يرسلها الأصدقاء من الخارج على البريد الإلكتروني . أو التي تعرض في معرض الكتب والمكتبات.

ثالثاً: المواقع المنتديات الإلكترونية :

شكل الإنترنت وتطبيقاته ثورة كبيرة في السعودية ، ولقي إقبالا منقطع النظير مقارنة مع غيره من الدول العربية الأخرى ، فمنذ ظهور الإنترنت والشباب السعودي يعتبر من الفاعلين والمؤثرين والمتابعين لكثير من المواقع والمنتديات ، وقد ساهم تطور وسائل الاتصال بالإنترنت وتوفيرها ، ساهم في اتساع مستخدمي الانترنت في السعودية وأصبح الدخول إليه أمراً يسيرا من خلال الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر الكفي ، وظهر عدد من المواقع و المنتديات التي تدعوا إلى الإلحاد أو تدافع عن معتنقيه بحجة حرية الرأي ، ومن هذه المواقع والمنتديات ؛الشبكة اللبرالية السعودية الحرة ، اللبراليون السعوديون ، شبكة الملحدين العرب ، وغيرها .

رابعاً : البالتوك paltalk

     برنامج يتيح التواصل مع الآخرين بالكتابة والصوت والصورة وبتقنية عالية من خلال المحادثات مع الأفراد أو مجموعة محددة ، وتنشط مجموعة من الملاحدة في هذا البرنامج ويؤسسون لهم مجموعة خاصة يفرض عليها مجموعة من القوانين الصارمة لمنع دخول الأشخاص غير المنتمين لتلك الأفكار وبالتالي فهي مجموعة مخلقة تسمح فقط لأشخاص محددين وموافق على انضمامهم من قبل مدير المجموعة، ومن تلك المجموعات: مجموعة «إنسانية» و مجموعة «المفكرين العرب الحرة» و مجموعة «لا متديّنين» وغيرها.

خامساً : مواقع التواصل الاجتماعي :

    لقد أسست مواقع التواصل الاجتماعي مفهوما جديداً للمجتمع من خلال تبني المجتمع الافتراضي وتطبيق مفهوم العالم أصبح القرية الصغيرة ، فأصبح الاتصال بالآخرين أفراداً وجماعات أمراً يسيراً وغير مكلف من خلال تلك البرامج التي وفرت الاتصال السريع والمباشر ، كما سهلة الاتصال بالآخرين حول العالم وتجاوز حدود المكان. ولما لهذه البرامج من فوائد كثيرة فإن لها أيضاً سلبيات تكمن في الاتصال بالآخرين والتأثر بهم للأشخاص الذين لا يملكون الحصانة الكافية لمعرفة الصح والخطأ والصالح من الطالح لكل ما يصل إلى أجهزتنا من تلك البرامج . وينشط أصحاب فكر الإلحاد من خلال تلك المواقع ويسعون بكل جد إلى بث سمومهم ونشر إلحادهم نظراً لصعوبة حجب تلك البرامج .

المبحث السادس : أسباب الإلحاد في ضوء اجتماعيات التربية.

أولاً : الحراك الاجتماعي:

1.   انتقال الفرد أو الأسرة من بيئة محافظة إلى بيئة منفتحة ،قد تفتنه ببهرجها وبعض مظاهرها .

2.   سفر الأسرة إلى بلاد يكثر فيها الإلحاد ، فيختلط الأبناء مع أقرانهم في تلك الدول فيتأثرون بهم ويأخذون منهم ، بتشجيع أبوي دافعه تعلم اللغة.

3.   صغر سن المبتعثين من الجنسين وكثرة أعدادهم مع قلة الرقابةمن قبل السفارة والملحقيات الثقافية.

4.   الحراك الاجتماعي الافتراضي : من خلال تنقل الأفراد بين وسائل التقنية المختلفة من قنوات فضائية ومتابعة ما تعرضه من أفلام تشع فكرة الإلحاد وكذلك الانترنت من مواقع و منتديات إلحادية  أو محادثة معتنقي الفكر الإلحادي عبر وسائل الاتصال الالكتروني كالبالتوك و skype  وتويتر والفيس بوك

ثانياً : التغير الاجتماعي:

1.   تغيير الفرد لبيئته ومجتمعه المحافظ واستبداله بمجتمع وبيئة تتناقض مع قيم مجتمعة الذي تربى فيه ، تحدث له نوعاً من الغربة والضياع والإحباط .

2.   غنى الأسرة بعد فقرها وتوفر الإمكانات المادية ووسائل الرفاهية بعد سنين من الحرمان  تدفع الأبناء إلى اقتناء الجديد من التقنية دون معرفتهم وآبائهم بعيوبها .

3.   وفاة الأبوين أو أحدهما قد يكون له تأثير كبير في حياة الأبناء ، فيصابون بالقلق والتوتر والاكتئاب والفصام وتتغير سلوكياتهم فينحرفوا عن الجادة .

ثالثاً : التنشئة الاجتماعية:

1.   نشأة الأبناء في أسرة منفتحة لا تلتزم بضوابط الدين ولا تضع حدوداً للمسموح والممنوع ، تجعل الأبناء مهيئين لتقبل الأفكار الشاذة والمنحرفة .

2.   نشأة الأبناء في أسرة تعصف بها رياح الخلافات ، وتتقاذفها أموج من الصراع العائلي ، وتحيط بها مخاطر الانفصال ، قد تدفع بالأبناء إلى الكفر بالأسرة والمجتمع الذي لم يجد فيه الراحة والاستقرار والهدوء ليبحث له عن ما يشبع تلك الرغبات ، وهنا يأتي دور المنقذ !

3.   ترك الأبناء يسبحون لوحدهم في مجتمع تتلاطمه أمواج العولمة والانفتاح الإعلامي والثقافي من كل جانب دون أن يتعلموا أسس البحث عن المفيد والنافع وترك المضر  ،أو يمتلكوا وسائل الوقاية من تأثيرات تلك المؤثرات. 

رابعاً : الضبط الاجتماعي:

1.   جهل الآباء بخطورة وسائل الإعلام وأجهزة التقنية ، تجعلهم يتركون الأبناء بلا متابعة أو رقابة أو حتى تحصينهم ذاتياً قبل توفير تلك التقنيات لهم.

2.   تحايل كثير من رموز الإلحاد على سلطات الضبط باستخدام وسائل الأمان وطرق التخفي عند الدخول إلى الشبكة ، أو استخدام الأسماء المستعارة ، تجعلهم يستمرون في بث سمومهم مدة أطول.

3.   إهمال بعض سلطات الضبط متابعة ومحاربة معتنقي تلك الأفكار الإلحادية لانشغالها بمحاربة أفكار أخرى كالقاعدة.

4.   تغاضي بعض سلطات الضبط عن بعض الكفريات التي تصدر من شخصيات معروفة في المجتمع أو المحسوبين على بعض المسؤولين قد تدفعهم للتمادي في نشر انحرافاتهم.

5.   بعض الملاحدة يبثون أفكارهم من دول غربية ترى أن هذه الأفكار هي حرية اعتقاد لا يجرمهم عليها القانون ، فلا سبيل لمحاكمتهم أو القبض عليهم  .

6.   سماح وزارة الإعلام بدخول بعض كتب الإلحاد وبيعها من خلال المكتبات ومعارض الكتب.

المبحث السابع :

 معالجة مشكلة الإلحاد من منظور اجتماعيات التربية

أولاً : الضبط الاجتماعي :

الأسرة:

1.   تحصين الأبناء بأسس العقيدة الصافية ، وبيان العقوبة في الدنيا والآخرة للمخالف لها.

2.   الحوار مع الأبناء حول قضايا الإلحاد التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي ، ورأيهم فيما يكتب .

3.   المتابعة غير المباشرة للمنتديات والحسابات التي يتابعونها أو يكتبون فيها ، وتحذيرهم مما يخالف تربيتهم.

4.   إذا لوحظ متابعتهم  لأي شخصية تعتنق فكر الإلحاد ، فيجب تنبيههم لخطورة تلك الشخصية أو ذلك الموقع .

5.   عند تكرار تلك المخالفات يجب سحب الأجهزة التي يستخدمونها للتواصل مع تلك المواقع.

6.   عندما يلاحظ الأب تغير في سلوك ابنه ، عليه أن يستشير أهل العلم ورجال الحسبة حول ما يتوجب عليه فعلة حيال تلك المشكلة.

7.    غلق كل المنافذ المؤدية إلى تشكيك الأبناء في عقيدتهم ، كحذف قنوات التنصير ، وكتب رموز الإلحاد .

8.   استخدام برامج الحماية الأبوية لغلق مواقع اللبراليين والملاحدة.

9.      إبلاغ السلطات المختصة بانحراف الابن الفكري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

10. تسليم الابن للجهات المعنية (كلجنة المناصحه )إذا لوحظ انحراف فكري في سلوكه.

المجتمع:

1.   سن قوانين تجرم معتنقي فكر الإلحاد ، وبيان العقوبات الرادعة في حقهم.

2.   توجيه مؤسسات المجتمع بالإبلاغ عن كل فكر مخالف للعقيدة والدين ، لاتخاذ الإجراء اللازم حياله.

3.   الايعاز لوزارة الاعلام بمراقبة المواد الإعلامية والمصنفات والمؤلفات ومنعها من النشر حال مخالفتها ، وسحب ما نشر منها من الأسواق.

4.   حظر المواقع والمنتديات التي يدعوا إلى الإلحاد ، ومحاكمة أصحابها.

5.   منع كتب الإلحاد من دخول السعودية عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية ، والإيعاز إلى إدارة الجمارك بمصادرة تلك الكتب والمقتنيات الالكترونية كأشرطة الكاسيت أو الأقراص الممغنطة.

6.   الطلب من الأقمار الصناعية العربية والعالمية (كعرب سات أو نايل سات بغلق القنوات التي تدعوا إلى الإلحاد صراحة أو تلك التي تنال من الذات الإلهية أو تنتقص من مقام النبوة .

7.   المتابعة الأمنية والقضائية لكل من يكتب عبارات أو مقالات إلحادية عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

ثانياً : التنشئة الاجتماعية:

الأسرة:

1. اختيار الصحبة الصالحة للابن ، لينشأ في مجتمع صالح محافظ.

2. اصطحاب الأبناء في المناسبات الاجتماعية .

3. عدم ترك الأبناء لوحدهم مع وسائل التقنية فترات طويلة .

4. السماح للأبناء باللعب والترفيه عن أنفسهم مع أقرانهم في أوقات معينة.

5. اصطحاب الأبناء لأداء الصلوات المفروضة في المسجد .

7. الجلوس مع الأبناء لمشاهدة ما يحبون من برامج وتوعيتهم بما يرد فيها من مخالفات.

8. اصطحاب الأبناء في السفر والسياحة لتعريفهم بعظمة الخالق ، وإبداعه للكون والحياة.

9.التعرف على أصدقاء الأبناء، ومعرفة ميولهم واتجاهاتهم .

    المجتمع :

1.  تضمين مقرر التوحيد لتوجهات تلك الفرق المنحرفة.

2.  إثبات ألوهية الله جل وعلا من خلال مناهج المواد العلمية.

3.  توعية الطلاب بخطر الانجرار وراء دعوات اللبراليين و العلمانيين.

4.  تحذير الطلاب من مجادلة أصحاب تلك المعتقدات أو التحدث معهم.

5.  احتواء الطلاب الذين لديهم بعض السلوكيات غير المقبولة ، ودعوتهم بالتي هي أحسن .

6.  عدم طرد الطلاب عند التأخر  عن المدرسة ، أو عند ارتكاب مخالفة، لأنهم سيذهبون  إلى أماكن أخرى غير البيت.

7.  مراعات حاجات الطلاب وميولهم ومحاولة تلبية تلك الرغبات بما يعود عليهم بالنفع .

8.  متابعة حضور الطلاب ، والإبلاغ عن غيابهم المتكرر بدون عذر .

9.  المجتمع :

10.         القيام بالندوات والمحاضرات لتوعية المجتمع بمخاطر الإلحاد .

11.         إبراز  الحقائق العلمية الدالة على الألوهية لله تعالى عبر وسائل الإعلام المختلفة.

12.         مناظرة الراسخون في العلم لأولئك  الملاحدة وبيان فساد نظرياتهم.

ثالثاً : التغير الاجتماعي:

1.  ضرورة تحصين الأسرة والمجتمع من الأفكار والمفاهيم الوافدة  للمجتمع.

2.  احتواء المجتمع للأيتام ، ومتابعتهم من قبل الشؤون الاجتماعية، حتى لا تتخطفهم الأفكار المضللة .

3.  وضع برامج توعوية وتعليمية في سجون الأحداث ، ودحض الأفكار والشبهات التي يؤمنون بها، ليخرجوا للمجتمع من جديد بفكر جديد متزن وواعٍ .

رابعاً : الحراك الاجتماعي:

1.  استثمار المكانة الاجتماعية للقيادات السياسية التربوية والمشاهير وأصحاب الفكر والرأي والمؤثرين في المجتمع في توعية الشباب بخطر الأفكار الهدامة الوافدة , وأثرها على الأمة .

2.  توظيف تجارب من خاضوا مثل تلك التجارب ، واستثمار معاناتهم والظروف التي أحاطت باعتناقهم تلك الأفكار في بيان خطر الإلحاد ، وإظهار أهداف تلك الجماعات، وطرقهم في استهداف الشباب.

---

([1])  سورة إبراهيم: الآية ( ١٠).

([2])  عبد الرحمن ، عبد الخالق. الإلحاد ، أسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها ._ ط2._ الرياض : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، 1404ه ، ص 6.

([3])  أحمد، حمدي علي . مقدمة في علم اجتماع التربية. الإسكندرية: دار المعرفة ، 1995م ، ص74.

([4]) صالح ، صالح إسحاق بامبا . الإلحاد وآثاره في الحياة الأوربية الحديثة. [رسالة ماجستير غير منشورة ] قسم الدراسات العليا الشرعية ، كلية التربية والدراسات الإسلامية ، جامعة الملك عبد العزيز، مكة المكرمة، 1400ه.

([5])  كردي ، فوز بنت عبداللطيف . المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة . بحث منشور ،قسم العقيدة كلية التربية ،جدة ، 2006م.

([6])  الفيروزآبادي . لسان العرب . ج 3 ص 398.

([7]) الرضا، رشيد . تفسير المنار ، ج9 ، ص 441.

([8]) ابن جرير الطبري. جامع البيان عن تفسير آي القرآن . ج 9 ، ص 134.

([9])  عبد الرحمن ، عبد الخالق. الإلحاد ، أسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها . مرجع سابق ، ص 6.

([10]) ابن هشام .السيرة النبوية . ج1 ، ص ص : (238، 239)